الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

قطعة السكر الكبيرة
مشاهد + رأي
اختلاف الفلاسفة في كل شئ لكنهم اتفقوا في شئ واحد وهو ان اعلى مراحل السعادة في العطاء ، تذكرتها عندما قررت ان اشارك في يوم الارض لدى منظمة اوربن الاحيائية ، وهي منظمة مسئولة عن التوعية والمشاركة في الحماية والحفاظ على البيئة ، لا شك ان ثقافة العمل التطوعي في الولايات المتحدة قد تعدت مرحلة النضج حتى اصبحت مستقلة بذاتها وجزء من حضارة البلد بل انتهجها البعض لتصبح اسلوب حياة ، هنا في الولايات المتحدة معقل الرأسمالية والفردية المستقلة والذات الاعتمادية ، لم اقابل شخصا امريكيا الا وقد اشترك في العمل التطوعي , عدد المنظمات التطوعية فاق المليون منظمة قي ما بين الاهتمام بالحيوان الى نشر الفنون والتوعية بها وتطوير الشباب والاهتمام باليئة والقائمة تطول ، وتتجاوز موجوداتها واملاكها ٢ تريليون ونصف دولار تمثل ١٨٪ من الناتج المحلي القومي !!
خرجت من منزلي في ذلك الصباح وانا كلي شوق للقاء مجموعة من البشر ، حملت فوق ساعديها ونصبت امام عينيها الاصلاح والتغيير في مجتمع لطالما احتواهم وقدم لهم الكثير ، فقرروا ارجاع القليل من الكثير ، وبناء الكبير من الصغير ، وفعل المستحيل ،حتى اذا حطوا رحالهم الى جزيرة الابداع والانجاز ، ابحروا بها من جديد ، وكلهم امل في التغيير ،
كانت السماء ملبدة بالغيوم ، والجو عليل ، حتى اذا وصلت الى المبنى المنشود ، توجهت الى الباب
الرئيسي ، واذا بي افاجأ ببشر من جنس ونوع ، وفي كل زاوية تجد من يوجه ويرشد ويعلم
توجهت الى الاستقبال وعرفت بنفسي ، فطلبت مني التوقيع على الحضور واعطتني البطاقة التى تحمل اسمي ، ثم ذكرت لي اسم قائد الفريق الذي سأعمل معه
وابتسامة ابت ان تفارق محياها ، وكلمة شكر تريد منها رد الجميل
كانت مهمتي هي صنع الالعاب الورقية للاطفال ، بينما يذهب الاباء للمشاركة في نشاطات المعرض المقام ، اطفال من صوب وحوب , وبما اني لي خبرة في صنع بعض الاشياء الورقية ، فقد اتممت المهمة ، وفجأة اقتحم احد التلفزيونات الامريكية القاعة لإجرأ بعض المقابلات ، وطلبوا مني ذلك واجبت بالايجاب ، فقمت بالتعريف بنفسي وببلدي الذي اتيت منه
فلم ذكرت المملكة العربية السعودية ، بدأ الجميع من حولي ينظرون لبعض وهم يرددون
المملكة العربية السعودية ...المملكة العربية السعودية
فنظرت الي المذيعة وسألتني ماذي افعله هنا ؟
فأجبت : جزء من مشاركتي هي رد للجميل واظهار للاحسان لمجتمع قرر السماح لي لأن اكون جزء منه خلال فترة دراستي ، بالاضافة الى انني اردت اظهار صورة اخرى عن بلدي وكيف
ان اصلاح البيئة جزء من حياة كل البشر على هذا الكون
صافحتني المذيعة بالمقابل وقدمت لي الشكر ، ومن ثم عدت الى مكاني
.....
يختلف معظم المتطوعين في منطلقاتهم واهدافهم في المشاركة في البرامج المطروحة من قبل معظم المنظمات ، لكني تعلمت ان العمل الخيري هو من اساسيات اي حضارة تريد ان تنهض ويجب ان تكون في صلبها ، وعرفت ان القليل من العاملين من يجاهد نفسه ويدوم
فقررت ان اجعل اي عمل خيري لربي ، حتى لا أكّل ولا أمّل
ومعها يأتي الاحترام والتقدير من الناس ، ويأتي معها نصيبي من قطعة السكر
لأذوق طعم الحياة الحلوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق